تحل علينا الذكرى الخامسة والتسعون لليوم الوطني السعودي، وهو يوم يجسد فخر واعتزاز أبناء المملكة العربية السعودية بتاريخهم العريق وإنجازاتهم المتواصلة. يمثل هذا اليوم، الموافق 23 سبتمبر من كل عام، تحولاً تاريخياً هاماً في مسيرة البلاد، حيث تم فيه توحيد أجزاء المملكة المختلفة تحت راية واحدة، بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. إنه يوم لاستذكار التضحيات الجسام التي بذلها الآباء والأجداد من أجل بناء هذا الوطن الشامخ، والذي أصبح اليوم قوة إقليمية ودولية مؤثرة.

توحيد المملكة: قصة كفاح ووحدة

لم يكن توحيد المملكة العربية السعودية بالأمر الهين، بل كان نتيجة جهود مضنية وكفاح مستمر قاده الملك عبدالعزيز، رحمه الله، على مدى سنوات طويلة. بدأ هذا الكفاح باستعادة الرياض عام 1902، ومن ثم توالت الانتصارات والجهود الدبلوماسية لضم المناطق الأخرى إلى الدولة الناشئة. تميزت هذه الفترة بالصبر والحكمة والرؤية الثاقبة للملك المؤسس، الذي استطاع أن يوحد القلوب والعقول قبل توحيد الأرض، وأن يبني دولة قوية متماسكة قادرة على مواجهة التحديات. اليوم، ونحن نحتفل باليوم الوطني الـ 95، نتذكر بكل فخر واعتزاز هذه الحقبة التاريخية الهامة، ونستلهم منها الدروس والعبر في الوحدة والتكاتف والعمل الجاد من أجل رفعة الوطن وازدهاره.

إنجازات المملكة في ظل رؤية 2030

تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ 95 في ظل قيادة حكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله. تشهد المملكة في هذا العهد الزاهر نهضة شاملة في مختلف المجالات، وذلك بفضل رؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستثمار في قطاعات جديدة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين. لقد حققت المملكة إنجازات كبيرة في إطار هذه الرؤية، منها تطوير قطاع السياحة، وتنمية الصناعات غير النفطية، وتمكين المرأة، وتعزيز دور الشباب في التنمية، والتحول الرقمي، والاستثمار في الطاقة المتجددة. هذه الإنجازات تعكس العزم والإرادة القوية لدى القيادة والشعب السعودي على تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

الاحتفال باليوم الوطني: تعبير عن الولاء والانتماء

يحرص الشعب السعودي على الاحتفال باليوم الوطني الـ 95 بطرق مختلفة تعبر عن الفخر والاعتزاز بالوطن والانتماء إليه. تتزين المدن والقرى بالأعلام والأنوار، وتقام الفعاليات والاحتفالات الوطنية في مختلف المناطق. يشارك المواطنون في هذه الفعاليات بحماس وفرح، معبرين عن حبهم وولائهم للوطن وقيادته. يعتبر اليوم الوطني فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي، وللتأكيد على قيم المواطنة الصالحة والمسؤولية المجتمعية. كما أنه فرصة لتذكير الأجيال الشابة بتاريخ الوطن وإنجازاته، ولغرس قيم الولاء والانتماء في نفوسهم. إن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد مناسبة للاحتفال والفرح، بل هو تعبير عن الالتزام بالعمل الجاد من أجل رفعة الوطن وازدهاره.

المملكة العربية السعودية: مستقبل واعد

تتطلع المملكة العربية السعودية إلى مستقبل واعد، مستندة إلى تاريخها العريق وإنجازاتها المتواصلة، وإلى رؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى بناء دولة قوية مزدهرة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. تمتلك المملكة مقومات النجاح التي تؤهلها لتحقيق هذه الأهداف، منها موقعها الاستراتيجي، وثرواتها الطبيعية، وشعبها الطموح، وقيادتها الحكيمة. تسعى المملكة إلى أن تكون مركزاً عالمياً للاستثمار والتجارة والسياحة، وأن تلعب دوراً فاعلاً في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. إن اليوم الوطني الـ 95 هو فرصة للتأكيد على عزم المملكة على المضي قدماً في طريق التنمية والازدهار، وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة. كل عام والمملكة العربية السعودية بخير وأمن وأمان.