تنسيق المرحلة الثانية 2025.. كليات علمي علوم تقبل بأقل من 70%
مع اقتراب إعلان نتائج الثانوية العامة لعام 2025، يترقب طلاب شعبة علمي علوم بفارغ الصبر تفاصيل تنسيق المرحلة الثانية، وخاصةً المؤشرات الأولية التي تشير إلى إمكانية قبول بعض الكليات بحد أدنى يقل عن 70%. هذا التوقع يثير جدلاً واسعاً بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث يمثل فرصة للالتحاق بتخصصات كانوا يعتقدون أنها بعيدة المنال، وفي الوقت نفسه يثير مخاوف بشأن جودة التعليم ومستقبل الخريجين.
تعتبر كليات القطاع الطبي، مثل الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي، هي الوجهة المفضلة لأغلب طلاب علمي علوم. ومع ذلك، فإن القدرة الاستيعابية لهذه الكليات محدودة، مما يجعل المنافسة عليها شرسة. في السنوات السابقة، كانت هذه الكليات تتطلب الحصول على مجاميع مرتفعة للغاية، تتجاوز في الغالب 90%. لكن مع التغيرات في نظام التعليم الثانوي وتباين مستويات أداء الطلاب، بدأت بعض المؤشرات تشير إلى انخفاض محتمل في الحد الأدنى للقبول في بعض الكليات، خاصة في المرحلة الثانية من التنسيق. هذا الانخفاض، إذا تحقق، قد يفتح الباب أمام شريحة أوسع من الطلاب لتحقيق حلمهم بدراسة أحد التخصصات الطبية.
بالإضافة إلى كليات القطاع الطبي، هناك العديد من الكليات العلمية الأخرى التي تجذب اهتمام طلاب علمي علوم، مثل كليات العلوم، والهندسة، والزراعة، والحاسبات والمعلومات. هذه الكليات تقدم مجموعة واسعة من التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة. على سبيل المثال، تزايد الطلب على خريجي كليات الحاسبات والمعلومات في السنوات الأخيرة، نظراً للتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا. كما أن هناك اهتماماً متزايداً بالتخصصات المتعلقة بالبيئة والطاقة المتجددة، مما يجعل كليات العلوم والزراعة خيارات جذابة للطلاب الذين يهتمون بهذه المجالات. انخفاض الحد الأدنى للقبول في هذه الكليات، حتى ولو بنسبة بسيطة، يمكن أن يساهم في زيادة الإقبال عليها وتنوع الخلفيات العلمية للطلاب الملتحقين بها.
من المهم التأكيد على أن هذه المؤشرات لا تزال أولية وغير مؤكدة، وأن التنسيق النهائي سيعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك أعداد الطلاب الناجحين في الثانوية العامة، وتوزيع الدرجات، والقدرة الاستيعابية للكليات. لذلك، يجب على الطلاب وأولياء الأمور عدم الاعتماد بشكل كامل على هذه التوقعات، والتركيز بدلاً من ذلك على البحث عن الكليات والتخصصات التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم. كما يجب عليهم الاستعداد لتقديم طلبات الالتحاق بالكليات التي يرغبون بها، مع الأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات الممكنة. الاستعداد الجيد والبحث المتعمق هما المفتاح لاتخاذ القرار المناسب.
في النهاية، يمثل تنسيق المرحلة الثانية لعام 2025 فرصة مهمة لطلاب علمي علوم لتحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية. سواء تحقق انخفاض الحد الأدنى للقبول في بعض الكليات أم لا، فإن الأهم هو أن يختار الطلاب التخصصات التي يشعرون بالشغف تجاهها، وأن يسعوا جاهدين للتفوق فيها. النجاح الحقيقي لا يكمن في الالتحاق بكلية معينة، بل في التفوق والإبداع في المجال الذي يختاره الطالب. يجب على الطلاب استغلال هذه المرحلة من حياتهم لاكتشاف قدراتهم وميولهم، وتحديد الأهداف التي يسعون لتحقيقها، والعمل بجد لتحقيق هذه الأهداف. المستقبل ينتظر المبدعين والمبتكرين، وليس فقط الحاصلين على أعلى الدرجات.